فوائد وثمار الثقافة التاريخية من منظور إسلامي

فوائد وثمار الثقافة التاريخية من منظور إسلامي :

1 - الفوائد التربوية :

إن وظيفة المسلم في هذه الحياة هي تحقيق العبادة لله سبحانه وتعالى ، بمفهومها الشامل لكافة جوانب النشاط البشرى ، وبحقيقتها التي هي كمال الخضوع لله مع كمال المحبة ، فالعبودية لله هي الهدف النهائي للتربية ، ودراسة التاريخ مجال واسع لتحقيق هذا الهدف ، وذلك بما فيه من العبر والعظات ، والأسوة الحسنة وللثقافة التاريخية قيمة تربوية من حيث تأثيرها في عقل الدارس ، وإكسابه عادات خاصة في التفكير ، فتنشأ لديه العادة التاريخية في تناول الحقائق ، والأسلوب التاريخي في التفكير فيها ، لأن التاريخ طريقة بحث تقوم على النقد والمقابلة ، والتحقق ووزن قيم الأدلة ، وربط السبب بالنتيجة مع التعليل للحوادث وإرجاعها إلى دوافعها 0( 96 : 52 – 79 )

2 – إدراك السنن الربانية :

من أهم أهداف دراسة التاريخ التعرف على السنن الربانية في الكون ، فإن لله سسنا في خلقه أرشدنا إليها ، وطلب منا التعامل معها ، قال تعالى ( قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كانت عاقبة المكذبين ) ( سورة آل عمران الآية 137 ) وقال تعالى ( سنت الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون ) (سورة غافر الآية 85 ) فالمطلوب من المسلم هو التعرف على هذه السنن الربانية 0

والتاريخ بما يحوى من الحوادث المتشابهة ، والمواقف المتماثلة ، يساعد على كشف هذه السنن ، التي هي غاية في الدقة والعدل والثبات ، وفى إدراكنا للسنن الربانية فوائد عظيمة ، حتى لو لم نقدر على تفادى حدوثها والنجاة منها ، حيث يعطينا هذا الإدراك والمعرفة صلابة في الموقف بخلاف من يجهل مصدر الأحداث ، فإن الذي يعلم تكون لديه بصيرة وطمأنينة ، أما الذي يجهل فليس لديه إلا الحيرة والخوف والقلق 0

ومن أمثلة السنن الربانية على سبيل المثال :

- سوء عاقبة المكذبين فالذين يكذبون بآيات الله ورسوله،ويظلمون ويعيثون في الأرض فساداً،وعدهم الله بسوء العاقبة 0 قال تعالى ( وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية وأعتدنا للظالمين عذاباً أليما ( 37 )وعادا وثمودا وأصحاب الرس وقروناً بين ذلك كثيراً( 38) وكلا ضربنا له الأمثال ، وكلا تبرنا تتبيرا ( 39 )) (سورة الفرقان الآية 37-39 )

فما جرى من تحقق هذه السنة في الماضي ، سيجرى مثله في الحاضر والمستقبل ، لكل من أعرض عن ذكر الله وشرعه 0

- ومن السنن الربانية مداولة الأيام بين الناس من الشدة إلى الرخاء ، ومن الرخاء إلى الشدة ، وهذا اختبار وامتحان ، لكي يتميز الصابرون في المحن والضراء ، والشاكرون في النصر والرخاء ، قال تعالى( إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين ) (سورة أل عمران الآية140)

- كما أن من السنن الإلهية أن زوال الأمم يكون بالنزف والفساد فإذا ما تجبرت أمة من الأمم وعلت في الأرض وأصابها البطر والكبرياء ، هيأ الله لها أسباب الانهيار والزوال قال تعالى( ألم تر كيف فعل ربك بعاد( 6 ) ، أرم ذات العماد( 7 ) ، التي لم يخلق مثلها في البلاد( 8 ) وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ( 9 )، وفرعون ذي الأوتاد ( 10 )، الذين طغوا في البلاد( 11 ) فأكثروا فيها الفساد ( 12 )فصب عليهم ربك سوط عذاب (13 ) إن ربك لبالمرصاد( 14 ))( سورة الفجر الآيات من (6-14)

- ومن السنن أن هلاك الأمم يكون بانتشار الظلم ، وعدم إقامة العدل ، فلقد أمر الله سبحانه وتعالى بالعدل وحرم الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرماً ، كما في الحديث القدسي " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا " ( رواه مسلم – انظر صحيحه 4/1994 رقم 2577) 0

- فإذا اختلت الموازين ، وانعدمت القيم ، وتحكم الأقوياء في الضعفاء ، ووزع المجتمع إلى سادة وعبيد ، وأخذ الأقوياء يتلاعبون ، بحدود الله على هواهم ، فقد أذنهم الله بالهلاك ، ووقعت القاصمة ،

-قال تعالى ( وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوماً آخر ين ) سورة الأنبياء الآية (11 ) 0

- ومن السنن الربانية أيضاً أن انهيار الأمم وزولها يكون بأجل قال تعالى ( ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) ( سورة الأعراف الآية 34 ) 0

- ومن سنن الله الجارية استحقاق المؤمنين لنصر الله ، فقد قضى سبحانه وتعالى بأن ينصر أولياء المؤمنين إذا قاموا بشرط استحقاق النصر ، وهو الاستقامة على منهج الله ، وتحكيم شريعته واتباع رسله ، قال تعالى ( إنا لننصر رسلنا والذين أمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) (سورة غافر الآية 51 )

- ومن السنن المهمة معرفة أن الابتلاء للمؤمنين سنة جارية. قال تعالى ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ) ( سورة البقرة الآية 214 ) 0

- والابتلاء من سنن الله الملحوظة عبر التاريخ ، فما من نبى إلا وقد أوذي وحورب ، فمنهم من قتل ، ومنهم من ألقى في النار ، ومنهم من أخرج من أرضه ، وكذلك أتباعهم نالهم من الأذى والقتل والتشريد صنوف ، فلما نجحوا في الابتلاء وثبتوا على الحق فنزل عليهم نصر الله ، فأبدلهم من بعد خوفهم أمناً ، ومكن لهم في الأرض ، وجعلهم هم الوارثين ، وأشفى صدورهم في الدنيا بهزيمة أعدائهم وهلاكهم ، فضلاً عما أعده الله لهم من الدرجات العلي في الجنة .

- ومن أهم السنن الربانية الجارية التي ينبغي على دارس التاريخ ملاحظتها هي سنة " التدافع " والصراع بين الحق والباطل 0 قال تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) سورة أل عمران الآية 110 ) وقال تعالى ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين( 118) إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ) (سورة هود الآية118 ، 119 )

3 – من فوائد الثقافة التاريخية أنها تسهم في الاطلاع على معالم تاريخ الإنسانية :

ومن أهم الثمرات التي ينبغي أن يطلبها دارس التاريخ التعرف على معالم تاريخ الإنسانية ، كيف بدأت ؟ وما هي الأطوار التي مرت بها ؟ وما هي أهم المعالم في تاريخها ؟ وما أهم المعالم التي يلزم التركيز عليها ؟

4 – التأكيد على الحقائق الهامة في حياة الإنسان :

ومن هذه الحقائق أن توحيد الله هو أول ما عرفت البشرية قال تعالى ( إن الدين عند الله الإسلام )(سورة أل عمران الآية 19 ) قال تعالى ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) ( سورة أل عمران الآية 85 ) ومن الحقائق أيضاً أن الله سبحانه وتعالى – الذي خلق الإنسان ، وهوالذي سخر له الكون كله ، ولذلك لا يشعر المسلم الذي يؤمن بهذه الحقيقة بأي عداء أو مناقضة بينه وبين الكون بل يجد التيسير والانسجام ، لأن هذا الكون عابد لله مسبح له قال تعالى ( سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ) (سورة الحديد الآية1) 0

ومن الحقائق أيضاً أن هذا الإنسان قد خلق خلقاً سوياً في أحسن تقويم من اللحظة الأولى لخلقه ، وأن الله خلقه بقصد وبعلم ، ولوظيفة ودور مقدر له في هذا الكون ، فلم يخلق عبثاً ، ولا تطوراً من حيوانات أو حشرات كما يزعم الذين لا يؤمنون بالله من أصحاب مدرسة النشوء والارتقاء – فقد خلق الله سبحانه وتعالى أدم عليه السلام بيده من طين لازب ، ثم نفخ فيه الروح وأكرمه وأعلى منزلته ، حيث أمر الملائكة أن تسجد له بما وهبه من مميزات وقدرات كثيرة ، ومن العقل والشعور والعاطفة والفكر والمقدرة على حمل العقيدة والجهاد في سبيل الله قال تعالى ( خلق السماوات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير ) ( سورة التغابن الآية3 )

وقال تعالى ( إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من طين (71 ) فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين( 72 ) فسجد الملائكة كلهم أجمعون ( 73 ) (سورة ص الآيات 71 – 73 ) 0

ومن الحقائق المهمة التي نستفيدها من دراسة الثقافة التاريخية هي المعرفة بأن هذا الإنسان بحاجة دائماً إلى من يذكره ويرده إلى الصواب لأن مع تطاول الزمن ينحرف عن الحق لأسباب عديدة وإنما بعث الله الرسل وأنزل معهم الكتب ليعود إلى الحق قال تعالى ( ألم بأن للذين أمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كا لذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون )( سورة الحديد الآية16)

5– من الفوائد التي تحققها الثقافة التاريخية الصبر على تحمل المشاق :

ومن خلال الاطلاع على سير العلماء والدعاة والمصلحين ومن قبلهم الأنبياء – عليهم السلام – وما نالهم من الأذى والعذاب في سبيل الله يجب أن يصبح دارس التاريخ لديه من الثبات على الحق والصبر ما به تطمئن نفسه، فلا يضجر ولا يستسلم أو يتنازل عن شيء من مطلبه خاصة إذا كان ذلك يتصل بأمر عقيدته ودينه 0

قال تعالى مخبراً عن ثبات قوم من المؤمنين أحرقوا بالنار ولم يصدهم ذلك عن دينهم ( قتل أصحاب الأخدود(4 ) ، النار ذات الوقود( 5 ) إذ هم عليها قعود ( 6 ) وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ( 7) (سورة البروج الآيات من 4 – 7 ) 0

6 – القيمة النفعية المادية التي تحققها الثقافة التاريخية :

من فوائد دراسة التاريخ أن له قيمة نفعية مادية ، ولهذا كان الخلفاء والحكام والسلاطين والعديد من القادة يعنون بدراسته لأنه يكسبهم خبرة في التعامل مع الناس ، كما أن فيه إعانة لهم على حسن تصريف الأمور ، ويجدون فيه من التجارب وقياس الأمور المتماثلة والمتشابهة ما يفيدهم 0

7– الثقافة التاريخية حصانة ضد الخرافات والبدع :

من ثمرات الثقافة التاريخية أنه توجد لدى دارسها حصانة فكرية ضد الخرافات والجهل والمشعوذات ، وذلك لأن التاريخ منهج بحث ووسيلة من وسائل الكشف عن الحقائق وإثباتها.

8–للثقافة للتاريخية فضائل أخلاقية :

لأنها تحفظ الحقائق مهما حاول الناس طمسها وإخفائها ، وبذلك ينصف الرجال الذين حاول معاصروهم أو من جاء بعدهم تجاهلهم أو تشويه تاريخهم وحركتهم ، وإساءة الظن والقول فيهم ، كما أنها تكشف الغطاء عن أدوار خيانة ، أو انحرافات عقيدية وسلوكية مارسها بعض الأشخاص الذين كانوا ملء سمع الدنيا وبصرها ، بسبب مراكزهم وسلطانهم ، مما يجعل معاصريهم يغترون بذلك ، فيكلون لهم المدح والثناء ، وينالون منهم التعظيم ، وتضفي عليهم ألقاب البطولة والحكمة في الرأي وحسن السياسة والتدبير 0

ولكن التاريخ بما يحفظ من الحقائق والوثائق يصحح مثل هذه الأمور ويزن الرجال بما قدموه لخدمة أمتهم وعقيدتهم ، من الخدمات الحقيقية لا الدعائية 0

9-الثقافة التاريخية تساعد على فهم الحاضر :

ومن الثمرات التي يكتسبها دارس التاريخ ، فهم الحاضر والقدرة على تحليله خاصة إذا تماثلت الظروف وتشابهت الدوافع وفى الأمثال العربية " ما أشبه الليلة بالبارحة " والإنجليز يقولون " التاريخ يعيد نفسه "

10-الثقافة التاريخية تساهم في معرفة القرون الفاضلة :

ومن أهم ثمرات التي يجنيها الإنسان المثقف تاريخيا ، معرفته للقرون الفاضلة قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خير أمتي قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم )( أخرجه الشيخان ) ومعرفة أهل هذه القرون وسماتهم وخصائصهم والتعرف على تراجمهم ، وأخبارهم في طلب العلم وفى الجهاد في سبيل الله ، وفى بناء الدولة الإسلامية ، ونشر العدل ، ودفع الظلم من الأمور التي تساهم في إعادة تشكيل الجيل وفق ثقافة تاريخية تتسم بالصدق والعزة 0

11-الثقافة التاريخية تساهم في تربية الفرد :

يرى البعض أن الثقافة التاريخية تنشط الفكر وتشحذ الذهن ، فالتاريخ أداة لرياضة العقل ، بينما يرى آخرون أن دراسة التاريخ – دون – سواها – أصلح الدراسات لتعويد الإنسان الفضائل الخاصة والعامة – وقليل من الناس من يعارض اليوم في وجوب الاستقاء من دروس وعبر التاريخ لإلقاء دروس في الأخلاق خارجة عن نطاق البحـث التاريخـي ذاته ( 58 : 76 – 77 ) 0

وتساهم الثقافة التاريخية في توسيع أفق الطلاب وترفع مستوى الأخلاق ، وتبرز العلاقة بين النتائج والأسباب ومهما يكن فإن التاريخ وحده هو القادر على أن يجعل الدارس يفهم ما يحيط به من أحداث حاضرة في ضوء الماضي 0

ويقول " بوركار " أن التاريخ سيد الحياة ، ويعقب " نيتشه " على ذلك بقوله " أن الإنسان يجب أن يلم بالأحداث الخاصة بحياته خلال الأزمنة المختلفة فمعرفة الماضي مطلوب لكي تكون في خدمة الحاضر والمستقبل وليس لإضعاف الحاضر أو لاجتثاث جذور القوى الحيوية للحياة في المستقبل، ويذهب " سينوس " إلى أن التاريخ أستاذ الحياة يزودنا بنصائح عملية تفيد السلوك ، وبدروس تفيد الأفراد مباشرة كما تفيد الشعوب ( 58 : 77 )

12 - قيمة الثقافة التاريخية بالنسبة لرجال السياسة : تتخذ بعض الدول من التاريخ الذي يدرس في المدارس وسيلة لنشر المبادئ التي تؤمن بها سواء أكانت تقديساً للملكية أو الجمهورية ، أو غير ذلك 0

ويذكر المؤرخ الإنجليزي " جون سيلى " أن التاريخ مدرسة السياسة ، وبدون مقدار يسير منه على أقل تقدير لا يمكن الإنسان أن يعنى عناية معقولة بالشؤون السياسية ، وبدون حظ موفور منه لا يمكنه أن يصدر حكماً معقولاً في أي شأن من شؤونها ،إن الثقافة التاريخية دراسة هامة لكل مدني ، ولكن هي الدراسـة الهامة الوحيدة الخليقة برجال الحكـم والتشريع

( 58 : 78 )

13- الثقافة التاريخية مدرسة لتعليم طريقة البحث السياسي:

فالتاريخ والسياسة علمان اجتماعيان نفعيان ، وكلا من السياسي والمؤرخ لا مندوحة له عن الاستنباط من وقائع غير متبقية وأسباب ليست معروفة تماماً ، فالمؤرخ عند شروعه في بحث حادثة معينة لا سبيل أمامه للوصول إلى الحقيقة المطلقة الثابتة ، وكذلك الشأن في السياسة ، فليس فيها شئ ثابت مستقر ودراسة التاريخ مفيدة جداً من حيث هي مدرسة لتعليم طريقة البحث – فهي تعلم السياسي الحذر ، واستقلال الرأي وتهيئه لاكتساب ملكه الاستدلال بالأمثال الظاهرة على البواعث والأفكار الغامضة 0 ( 58 : 79 ) 0

14-الثقافة التاريخية مستودع للأحداث السياسية السابقة:وقد عبر الفيلسوف والمؤرخ البريطاني " دافيد هيوم " عن ذلك بقوله " إذا تأملنا قصر حياة الإنسان ، ومعرفتنا المحدودة حتى بما يقع في زماننا – فلا شك في أننا نشعر بأننا كنا نبقى أطفالاً في إدراكنا لو لم يقيض لنا هذا الاختراع الذي يرجع بخبرتنا إلى جميع العصور الماضية ، وإلى أقدم الأمم ، إن الرجل المطلع على التاريخ يمكن أن يقال عنه من بعض الوجوه "إنه يعيش منذ بداية العالم0 ( 58 :79 )

بينما يؤكد "أرنست" على قيمة التاريخ بقوله"وإذا أدركنا أن الأحداث العالمية مترابطة بعضها بالبعض الآخر بشكل عجيب-يمكننا أن ندرك أهمية التاريخ الحقيقية – فان نهضة مصر مثلا لم تكن مستطاعة بغير الشرق ، واعتمد اليونان على مصر في نهضتهم وتسلقت روما ذروة مجدها على ظهر العالم بأسره- وهكذا يخدمنا التاريخ في تتبع هذه السلسلة من الأحداث المتصلة "( 25 : 8 ).

يسلمو على الموضوع الرائع

تقبل مروري

تقبل مروري